الخميس، 9 يونيو 2011

اللغة العربية تنعى حظها


لشاعر النيل: حافظ إبراهيم
 
رَجَـعْتُ لـنفسي فـاتَّهَمْتُ حَـصَاتي
ونـاديتُ قَـوْمي فـاحْتَسَبْتُ حَـيَاتي
رَمَـوْني بـعُقْمٍ فـي الشَّبَابِ وليتني
عَـقُمْتُ فـلم أَجْـزَعْ لـقَـــوْلِ عُــدَاتي
وَلَـــــدْتُ ولـمّا لـم أَجِـدْ لـعَرَائسي
رِجَــــــالاً وَأَكْـــــفَـاءً وَأَدْتُ بَـــنَـاتي
وَسِـعْتُ كِـتَابَ الله لَـفْظَــــاً وغَـــايَةً
وَمَـا ضِـقْـــتُ عَـنْ آيٍ بــهِ وَعِـــظِاتِ
فـكيفَ أَضِـيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَــةٍ
وتـنـســيقِ أَسْـــــمَـاءٍ لـمُخْـتَرَعَاتِ
أنـا الـبحرُ فـي أحشائِهِ الـــدرُّ كَامِنٌ
فَـهَلْ سَـأَلُوا الغَـــوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فـيا وَيْـحَكُمْ .. أَبْـلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني
وَمِـنْكُم - وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ-  أُسَــاتي
فــلا تَـكِـلُـــوني لـلزَّمَـــانِ فـإنَّـــني
أَخَـافُ عَـلَيْكُمْ أنْ تَـحِينَ وَفَـاتـــــــي
أَرَى لـرِجَـــــالِ الـغَرْبِ عِـزَّاً وَمِـنْعَةً
وَكَــمْ عَــزَّ أَقْـوَامٌ بـعِــزِّ لُـغَـــــــاتِ
أَتَــوا أَهْـلَهُـــمْ بـالمُـــعْـجزَاتِ تَـفَنُّنَاً
فَـيَـا لَـيْـتَكُمْ تَـأْتُونَ بـالكَلِمَـــــــاتِ
أَيُـطْرِبُكُمْ مِـنْ جَـانِبِ الغَرْبِ نَاعِــبٌ
يُـنَادِي بـوَأْدِي فـي رَبـيــعِ حَـيَاتي
وَلَـوْ تَـزْجُرُونَ الـطَّيْرَ يَوْمَـــاً عَلِمْتُمُ
بـمَـا تَـحْتَهُ مِـنْ عَـثْرَةٍ وَشَـتَـــــاتِ
سَـقَى اللهُ فـي بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَــاً
يَـعِـزُّ عَـلَـيْهَا أَنْ تَـلِيــنَ قَـنَاتـــــي
حَـــفِظْنَ وَدَادِي فـي الـبلَى وَحَفِظْتُهُ
لَـهُـنَّ بـقَـلْــبٍ دَائِــمِ الـحَــسَــرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ
 حَـيَــــاءً بـتلكَ الأَعْـظُـــمِ الـنَّخِرَاتِ
أَرَى كُــلَّ يَـوْمٍ بـالــجَــــرَائِدِ مَـزْلَقَاً
مِــنَ الـقَـبْــرِ يُــدْنيني بـغَيْرِ أَنَــاةِ
وَأَسْـمَـــــعُ لـلكُتّابِ فـي مِصْرَ ضَجَّةً
 فَـأَعْـلَمُ أنَّ الـصَّـائِـحِينَ نُـعَـاتـــــي
أَيَـهْجُرُني قَـوْمي - عَـفَا اللهُ عَـنْهُمُ –
إِلَــى لُـغَـةٍ لـم تَـتَّصِلْ بــــــــرُوَاةِ
سَـرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَــرَى
لُـعَابُ الأَفَـاعِي فـي مَـسِيلِ فُـــرَاتِ
فَـجَاءَتْ كَـثَوْبٍ ضَـمَّ سَبْعِينَ رُقْعَـــةً
مُـشَـكَّـلَةَ الأَلْــــوَانِ مُـخْـتَلِفَــــــاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الـكُتّابِ - وَالجَمْعُ حَافِلٌ
بَـسَطْتُ رَجَـائي بَـعْدَ بَسْـطِ شَكَاتي
فـإمَّا حَـيَاةٌ تَـبْعَثُ المَيْـتَ في البلَى
وَتُـنْبتُ فـي تِـلْكَ الـرُّمُوسِ رُفَـاتي
وَإِمَّــا مَـمَـاتٌ لا قِـيَــامَـةَ بَـعْدــــَهُ
مَمَاتٌ - لَعَمْرِي - لَمْ يُـقَسْ بمَمَاتِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة