الأحد، 20 أبريل 2014

محنة الإمام أحمد بن حنبل و فتنة المتأسلمين

قال أبو غالب بن معاوية ضُرب أحمد بن حنبل بالسَّياط في الله
فقام مقام الصِّدِّيقين في العشر الأواخر من رمضان سنة عشرين ومائتين
أُخذ أحمد بن حنبل في محنة خلق القرآن أيام المأمون ،
ليحمل إلى المأمون ببلاد الروم وأُخذ معه أيضا محمد بن نوح مقيدين
ومات المأمون قبل أن يلقاه أحمد
فردَّ أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في أقيادهما 

فمات محمد بن نوح في الطريق
ورُد أحمد إلى بغداد مقيداً .
انظر إلى فعل هؤلاء العلماء ويا لهم من علماء 

دخل الإمام أحمد حفاظ أهل الحديث بالرقة
وهو محبوس فجعلوا يذُاكرونه ما يروى في التقية من الأحاديث
فقال أحمد كيف تصنعون بحديث خباب
( إنه كان قبلكم كان ينشر آحدكم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه ) فيئسوا منه .
قال الإمام أحمد : كنت أصلى بأهل السجن وأنا مقيد ووضعوا في رجله أربعه قيود ،
ولما مات المأمون ردَّ أحمد إلى بغداد فسُجن إلى أن امتحنه المعتصم .
قال أحمد : لست أُبالي بالحبس ماهو ومنزلي إلا واحد ولا قتلاً بالسيف
إنما أخاف فتنة السَّوط .
فبإسناد عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه كان يقول :
كنت كثيراً أسمع والدي أحمد بن حنبل يقول : رحم الله أبا الهيثم ،
فقلت : من أبو الهيثم ؟
قال : أبو الهيثم الحداد لما مُدت يدي إلى العقاب وأُخرجت للسياط
إذا أنا بإنسان يجذب ثوبي من ورائي ويقول لي :
تعرفني ؟ قلـت : لا .
قال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار ،
مكتوب في ديوان امير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق
وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدنيا 

فاصبر أنت في طاعة الرحمن لأجل الدين .
قال بعض الجلادين :
لقد بطل أحمد الشُّطّار والله لقد ضربته ضربا لو أُبرك لي بعير فضربته ذلك الضرب لنقبت عن جوفه
-----------------
لست بصدد الكلام عن الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه و لكني بصدد قراءة الاسئلة ما بين السطور
صدعنا المتأسلمون عن دولة الخلافة و عن تاريخ المسلمين ناصع البياض
فتاريخ المسلمين ملئ بالصفحات البيضاء و الصحات السوداء و ما يشيب له الولدان
و لكنهم يعرضون التاريخ من وجهة نظر واحدة و بما يخدم مصالحهم فقط
حدثونا كيف كان ينام عمر بن الخطاب رضي الله عنه آمنا تحت شجرة
مرددين مقولة "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"
و لم يذكر أحدا مصدر تلك المقولة في أي كتب التاريخ أو السيرة وجدت ؟!
مضللين أعين الناس عن حقيقة أن 

خليفة خليفة رسول الله مات مقتولا بسيف مسموم !!!
لا يحدثون الناس عن أحداث الفتنة الكبري في صدر الاسلام
و كيف قتل الخليفة ذو النورين عثمان بن عفان في قلب المدينة 

بعد حصاره في بيته مانعين عنه الماء و الطعام !!!
لا يحدثون الناس كيف تطورت الفتنة لتتحول الي حرب عبثية طلبا للحكم
بين الامام علي بن ابي طالب و معاوية بن ابي سفيان
يقتل فيها ما يزيد عن 20 الفا من الصحابة و المسلمون 

و لم تذكر كتب التاريخ أعداد الجرحي و المشردين و لا الخسائر الإقتصادية !!!
لا يحدث المتأسلمون الناس أن قتلة عثمان بن عفان 

كانوا علي رأس جيش الإمام علي
لا يحدثون الناس عن واقعة التحكيم أو خدعة التحكيم كما يحلو للبعض تسميتها
وأن السياسة لا دخل لها بالدين و لا الاخلاق
لا يحدث المتأسلمون الناس كيف إنقسم جيش علي وإنقلب عليه
لم يكن إنقسام جيش علي بين أبي طالب و خروجه عليه إنقاسم سياسي فقط
بل قسم الدين الإسلامي نفسه إلي سنة و شيعة و خوارج
دفع الإسلام و المسلمين ثمنها بحورا من الدم الي يومنا هذا و إلي ان يشاء الله
لا يذكر المتأسلمون كيف دفع علي بن أبي طالب حياته ثمنا للحكم
لا يذكر المتأسلمون للناس كيف قتل الحسن و بعده الحسين و معه آل البيت في كربلاء
لا يقول المتأسلمون للناس أن السبب و راء كل هذا كان السياسية و الحكم
و إذا حدث و ذكر المتأسلمون أي من هذه الاحداث 

فإنهم يعرضوها من وجهة نظر واحدة
مستدرين تعاطف الناس و مضللين لأعينهم عن الأسباب الحقيقة لكل هذه الدماء و المعاناة !
و بالعودة إلي محنة الإمام أحمد بن حنبل و معاناته علي يد خليفتين
و كانت جريمته هي "الفكر و الرأي"
فهكذا كان يواجه الفكر في دولة الخلافة المزعومة ؟
و صارت مثلا يحتذي به حتي يومنا هذا بل تطورت المواجهة 

مع التقدم الزمني و التأخر الفكري
فصار التكفير هو الرد علي المخالفين
لم يخاف الإمام من الجلد بل خاف من فتنة الجلد و من هون عليه الأمر
هو لص ...لص جلد ثمانية عشر ألف سوط بالتفاريق
أي أنه سرق عشارت المرات بل مئات المرات
و لم تقطع يده كما يريد المتأسلمون

---
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة