السبت، 5 أبريل 2014

الحاكمية و الاخوان المتأسلمون

في سورة يوسف يقول تعالي
" وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنّي أَراني أَعصِرُ خَمرًا وَقالَ الآخَرُ إِنّي أَراني أَحمِلُ فَوقَ رَأسي خُبزًا تَأكُلُ الطَّيرُ مِنهُ نَبِّئنا بِتَأويلِهِ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنينَ ﴿٣٦﴾ قالَ لا يَأتيكُما طَعامٌ تُرزَقانِهِ إِلّا نَبَّأتُكُما بِتَأويلِهِ قَبلَ أَن يَأتِيَكُما ذلِكُما مِمّا عَلَّمَني رَبّي إِنّي تَرَكتُ مِلَّةَ قَومٍ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرونَ ﴿٣٧﴾ وَاتَّبَعتُ مِلَّةَ آبائي إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ ما كانَ لَنا أَن نُشرِكَ بِاللَّـهِ مِن شَيءٍ ذلِكَ مِن فَضلِ اللَّـهِ عَلَينا وَعَلَى النّاسِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرونَ ﴿٣٨﴾ يا صاحِبَيِ السِّجنِ أَأَربابٌ مُتَفَرِّقونَ خَيرٌ أَمِ اللَّـهُ الواحِدُ القَهّارُ ﴿٣٩﴾ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٤٠﴾ يا صاحِبَيِ السِّجنِ أَمّا أَحَدُكُما فَيَسقي رَبَّهُ خَمرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصلَبُ فَتَأكُلُ الطَّيرُ مِن رَأسِهِ قُضِيَ الأَمرُ الَّذي فيهِ تَستَفتِيانِ ﴿٤١﴾ "

تفسير الطبري :
وقوله : ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) ، يقول : وهو الذي أمر ألا تعبدوا أنتم وجميع خلقه ، إلا الله الذي له الألوهة والعبادة خالصة دون كل ما سواه من الأشياء ،
كما حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في قوله : ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا أياه ) ، قال : أسس الدين على الإخلاص لله وحده لا شريك له .

تفسير بن كثير :
ثم إن يوسف عليه السلام أقبل على الفتيين بالمخاطبة والدعاء لهما إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما، فقال: { أأرباب متفرقون خير أم اللّه الواحد القهار} أي الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه، ثم بين لهما أن التي يعبدونها ويسمونها آلهة إنما هو تسمية من تلقاء أنفسهم، تلقاها خلفهم عن سلفهم، وليس لذلك مستند من عند اللّه، ولهذا قال: { ما أنزل اللّه بها من سلطان} أي حجة ولا برهان، ثم أخبرهم أن الحكم والتصرف والمشيئة والملك كله للّه، وقد أمر عباده قاطبة أن لا يعبدوا إلا إياه، ثم قال تعالى: { ذلك الدين القيم} أي هذا الذي أدعوكم إليه من توحيد اللّه وإخلاص العمل له، هو الدين المستقيم الذي أمر اللّه به، وأنزل به الحجة والبرهان الذي يحبه ويرضاه، { ولكن أكثر الناس لا يعلمون} أي فلهذا كان أكثرهم مشركين

تفسير الجلالين :
{ ما تعبدون من دونه } أي غيره { إلا أسماء سميتموها } سميتم بها أصناما { أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها } بعادتها { من سلطان } حجة وبرهان { إن } ما { الحكم } القضاء { إلا لله } وحده { أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك } التوحيد { الدين القيم } المستقيم { ولكنَّ أكثر الناس } وهم الكفار { لا يعلمون } ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون .

تفسير البغوي :
( ما تعبدون من دونه ) أي : من دون الله ، وإنما ذكر بلفظ الجمع وقد ابتدأ الخطاب للاثنين لأنه أراد جميع أهل السجن ، وكل من هو على مثل حالهما من [ أهل ] الشرك ( إلا أسماء سميتموها ) آلهة وأربابا خالية عن المعنى لا حقيقة لتلك الأسماء ( أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) حجة وبرهان ( إن الحكم ) ما القضاء والأمر والنهي ( إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ) المستقيم .

تفسير الشعراوي :
{ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ... }
أي: إنني ـ والكلام ليوسف ـ إن قلتُ شيئاً فلأنِّي ناقلٌ للحكم عن الله، لا عن ذاتي؛ ولا من عندي؛ ولا عن هواي؛ لأنه هو سبحانه الذي أمر ألا تعبدوا إلا إياه، أي: لا تطيعوا أمراً أو نهياً إلا ما أنزله الله في منهجه الهادي للحق والخير.
-------------------------------
و بالنظر إلي السياق العام للايات فتوضح ان يوسف لما دخل السجن رأي في صاحبيه و رأءوا فيه الصلاح
فدعاهم الي التوحيد بالله و ترك ما يعبدون من اصنام و دخلوا معه في جدال
ثم انهي الحوار بأن الحكم بينه و بينهم لله الواحد
و لم يذكر القرآن إن كانوا استجابوا لدعوته بالتوحيد ام لا .

و بالنظر إلي السياق العام للايات فلا ذكر و لا تلميح ولا إشارة الي سياسية او حكم بمعناه السياسي
او الدنيوي و انما السياق العام يتحدث عن قضة التوحيد بالله .

اما المتأسلمين فإقتطعوا الاية من سياقها
ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٤٠﴾
فلا هم يذكرون الاية بالكامل و لا يربطوها بما قبلها و ما بعدها من الايات

و جعلوا منها مرجعية ايديولوجية للقفز علي الحكم
لفظ الحاكميّة من الألفاظ المولَّدة، القائمة على غير مثال سابق في اللغة العربية
أول من استخدمها في خطابه السياسي والديني، هو الكاتب الهندي الشهير أبو الأعلى المودودي
المؤسس الحقيقي للفكر السياسي الراديكالي
ثم تم توسيع المصطلح ونقله من حيزه السياسي إلى الاعتقادي ، عبر سيد قطب

في كتابه معالم في الطريق يقول سيد قطب
إن الحكم لا يكون إلا لله .
فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته ;
(((إذ (((الحاكمية))) من خصائص ا(((لألوهية .
من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته ;
سواء ادعى هذا الحق
فرد ,
أو طبقة ,
أو حزب .
أو هيئة ,
أو أمة ,
أو الناس جميعا في صورة منظمة عالمية .
ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها
فقد كفر بالله كفرا بواحا ,
يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة ,
حتى بحكم هذا النص وحده !
وادعاء هذا الحق لا يكون بصورة واحدة هي التي تخرج المدعي من دائرة الدين القيم ,
وتجعله منازعا لله في أولى خصائص ألوهيته - سبحانه - !!!

و السؤال : علي ما ذكر سيد قطب اذا كانت الحاكمية من صفات الألوهية
و إن الحكم لا يكون إلا لله .
فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته
و ان من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته ;
سواء ادعى هذا الحق
فرد ,
أو طبقة ,
أو حزب .
أو هيئة ,
أو أمة ,
أو الناس جميعا في صورة منظمة عالمية .
ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها
فقد كفر بالله كفرا بواحا
فبأي حق يريدون الحكم ؟!!!
و ما هي صفة الحاكم في الحكامية هل هو إله أم ظل الإله في الارض ؟

إذا كانت الحاكمية هي مطلب تطبيق الشريعة،
على ما فيه من تعميم وضبابية باعتبار أن الشريعة في هذا التناول لا تقتصر على نصوص الكتاب والسنة والأحكام القطعية، من حيث الثبوت والدلالة
وإنما تتعدى ذلك إلى اجتهادات الفقهاء وآرائهم. تحول هذا المطلب إلى واجب وفرض ديني، ثم نقل إلى مصاف وحدانية الله تعالى.
 و علي ذلك و بمبدأ الحاكمية نفسه
اليس احتهاد الفقهاء و آرائهم التراثيين و المحدثين منهم
إفتتاء علي الله ؟


مواضيع ذات صلة
الإخوان و الإرهاب و حرب الشائعات
بالتفاصيل والخرائط مخطط تقسيم مصر
الاخوان و قصة خيانة لا تنتهي طارق الهاشمي و الحزب الإسلامي
الإخوان و الإرهاب و حرب الشائعات
حماس غزة و إخوان مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة